فأستطيع أن أقول هنا بأن هذه القضية تتناول من ناحيتين اثنتين وهما جانب النحو وجانب الدلالي البلاغي. فيجوز أن نقول قال الأعراب وكذلك قالت الأعراب بناء على قاعدة النحو حيث إنه ينطبق على جموع التكسير مؤنثة تأنيثا غير حقيقي مثل قالت الطلاب, وأيضا قال الطلاب لأن (قالت الطلاب)الطلاب هنا جمع التكسير مؤنًثة تأنيثا غير حقيقي, وعلى جموع التكسير مذكَّرا تذكيرا غير حقيقي مثل قال النساء, وأيضا قالت النساء لأن (قال النساء)النساء هنا جمع التكسير مذكَّرا تذكيرا غير حقيقي. أما بناء على ما ذهب به بعض المفسرين في هذه القضية فإنهم قالوا من جهة الدلالي البلاغي في هذه الصيغة هي أن ذلك مراعاة لقلة عقولهم لأن المعروف لدينا المسلمين بأن الرجل له تسعة عقول بالمقارنة مع المرأة لها عقل واحد فحسب. المراد به هنا إن الأعراب في الأية الكريمة هم الرجال حسيًّا ولكنهم النساء معنويا لقلة عقولهم، بعكس قوله تعالى: { وقال نسوة في المدينة } أي مراعاة لمكرهن.
أماالجمع السالم فيجب المطابقة والانسجام فيه، فتقول (قال المؤمنون)، و(قالت الشاعرات)، وهذا في المؤنث الحقيقي. وممنوع من أن تقول قالت المؤمنون وقال المؤمنات, ذلك لأن الجمع السالم للمذكر لا يمكن أن يؤنَّث ولو التأنيث تأنيث غير حقيقي وكذلك الجمع السالم للمؤنث لا يمكن أن يذكًّر ولو كان التذكير تذكيرا غير حقيقي.
فإن فصلت بين الفعل والفاعل بفاصل جاز الحذف والإثبات في المؤنث، قال تعالى
:(إذا جاءك المؤمنات)